وصايا الملك الثلاثه....

0

قصه وعبره

وصايا الملك الثلاثه....



قال الملك 



وصيتي الأولى: أن لا يحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي ولا أحد غير أطبائي.



الوصية الثانية: أن ينثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة وأحجاري الكريمة التي جمعتها طيلة حياتي.



الوصية الأخيرة: حين ترفعوني على النعش .. أخرجوا يداي من الكفن وابقوهما معلقتان للخارج وهما مفتوحتان.



حين فرغ الملك من وصيته قام القائد بتقبيل يديه وضمهما إلى صدره .. ثم قال: ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال، إنما هلا أخبرني سيدي في المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث؟



أخذ الملك نفساً عميقاً وأجاب: أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلا الآن...؟!



أما بخصوص الوصية الأولى، فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع إليهم إذا أصابنا أي مكروه، وأن الصحة والعمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر.



وأما الوصية الثانية، حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباءً منثوراً، وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب.



وأما الوصية الثالثة، ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي .. وسنخرج منها فارغي الأيدي كذلك !!

قصة قديمة عن تاريخ العراق العظيم

2

قصة قديمة عن العراق



السومريون وظهور الحضارة 

منذ أوائل الألف الخامس ق . م ، شهد السهل الرسوبي في العراق ( دلتا الرافدين ) قفزة نوعية هامة في تأريخ البشرية ، تلك هي الانتقال من القرى الزراعية إلى حياة المدن . ففي هذا السهل ، وفي ذلك الوقت المبكر، قامت المدن الأولى مثل أريدو ، أور والوركاء . وفي هذه المدن كانت بدايات التخطيط البشري للسيطرة على الفيضانات ، وإنشاء السدود وحفر القنوات والجداول . . حتى مر على هذا السهل زمن كانت فيه شبكة القنوات معجزة من معجزات الري . 
ان المعنيين بالدراسات الحضارية يجمعون على أن السومريين هم بناة أقدم حضارة في تأريخ البشرية . . أكدت هذه الحقيقة جميع التنقيبات الأثرية التي أجريت في حواضرهم : 

في حدود ( 3200 ق . م) ابتكر السومريون الكتابة ، وعمدوا إلى نشرها . . فقامت في بلاد سومر أولى المدارس في تأريخ البشرية . 

الاكديون 


من أقدم الأقوام السامية التي استقرت في دلتا الرافدين . . عاشوا منذ أقدم العهود مع السومريين جنباً إلى جـنب ، وآلت إليهم السلطــة في نحو ( 2350 ق .م ) بقيادة زعيمهم سرجون . . 

استطاع سرجون الاكدي أن يفرض سيادته على جميع مدن العراق . . ثم بسط نفوذه على بلاد عيلام وسوريا والأناضول ، وامتد إلى الخليج العربي، حتى دانت له كل المنطقة . . وبذلك أسس أول إمبراطورية معروفة في التاريخ . 
وتروي القصص التاريخية عن ولادة سـرجون وأصله . . ان معنى اسمــــــه ( شروكين ) الملك الصادق . . وكانت والدته من نساء المعبد ، ولما ولدته وضعته في سفط ، وألقت به في مياه الفرات حيث عثر عليه بستاني ورباه ... 
لفت هذا الطفل نظر الآلهة عشتار . . وبينما كان يترعرع ويشب ، كانت تشمله بعطفها وحبها ، وما لبث أن وحد المدن السومرية تحت لواء إمبراطورية واحدة . شهدت البلاد في هذا العصر انتعاشاً اقتصادياً كبيراً بسبب توسع العلاقات التجاريـة ، خاصة في منطقة الخليج العربي . . 
كما انتظمت طرق القوافل، وكان منها طريق مهم يصل مدينة أكد -عاصمة الإمبراطورية-، التي تقع في وسط العراق ، بمناجم النحاس في بلاد الأناضول ، حيث كان هذا المعدن ينقل لكي يستعمل في صناعة الأدوات والمعدات الحربية . 
البابليون 
1894-1594 ق. م بلغ عدد ملوك سلالة بابل والتي تعرف بـ(السلالة الآمورية) أحد عشر ملكاً ، حكموا ثلاثة قرون . 
في هذا العصر ، بلغت حضارة العراق أوج عظمتها وازدهارها ، وعمت اللغة البابلية ، تكلماً وكتابة ، المنطقة قاطبة .. وارتقت العلوم والمعارف والفنون .. واتسعت التجارة اتساعاً لا مثيل له في تأريخ هذه المنطقة .. وكانت الإدارة مركزية ، والبلاد تحكم بقانون موحد سنة الملك حمورابي لجميع شعوبها. 
حكم هذا الملك العظيم في بابل بين عامي 1792 - 1750 ق . م وعندما تسلم الحكم كانت في البلاد قوى مختلفة ، ودويلات متفرقة تتنازع السلطة ، فاستطاع أن يوحدها ، وأن يبني بها صرح إمبراطورية مترامية ألإطراف ، ضمت جميع أنحاء العراق ، والمدن القريبة من بلاد الشام حتى سواحل البحر المتوسط وبلاد عيلام ومناطق أخرى . لئن كان حمورابي شخصية عسكرية عالية القدرة ، فان الجانب الإداري والتنظيمي لديه لم يكن يقل عنه في الجانب العسكري. 
إن مسلته الشهيرة المنحوتة من حجر الديوريت الأسود والمحفوظة الآن في متحف اللوفر بباريس ، تعتبر واحده من أقدم وأشمل القوانين في وادي الرافدين والعالم . تحتوي مسلة حمورابي على 282 مادة تعالج مختلف شؤون الحياة . فيها يجد القارئ تنظيماً واعياً لكل مجالات الحياة، وتحديداً وعلى جانب كبير من الدقة لواجبات الفرد وحقوقه في المجتمع ، كل حسب وظيفته ومسؤوليته . 
وتولى الحكم بعد وفاة حمورابي خمسة ملوك . . أخرهم "سمسو ديتانا" حيث هاجم الحثيون البلاد في زمنه بعد أن ضعفت حتى احتلوها ، وخربوا العاصمة ونهبوا كنوزها ، ثم قفلوا راجعين إلى جبال طوروس .. وكان ذلك في عام 1594 ق. م. 
الكاشيون 
680 ا-1157 ق. م الكشيون أقوام جبلية ، لا يعرف شيء عن أصلهم ولغتهم قبل نـزوحهم إلى العراق ، باستثناء عدد يسير مما ورد عنهم في ثبت الملوك البابلي ، ويظن أنها أسماء هندية - أوربية . زحفوا إلى بلاد بابل من الجبال الشمالية الشرقية في منطقة لورستان ، واحتلوا مدينة بابل بعد أن تراجع عنها الحثيون ، فأسسوا فيها سلالة كشيه التي ورثت جميع ممتلكات الدولة البابلية القديمة في العراق ، ولقب ملوكهم أنفسهم بلقب " ملك أكد وبابل " . 
أشهر ملوكهم " كور يكلزو " 1438-1412 ق. م. وقد عاصر امنوفيس الثاني فرعون مصر . . شيد - هذا الملك عاصمه جديدة له سماها باسمــه " دور كوريكلزو" ، وتعرف أطلالها اليوم باسم " عقرقوف " ، وهي على نحو25 كيلو مترا إلى الشمال الغربي من مدينة بغداد . . 
وأبرز ما فيها زقورتها الشــاهقـة ، القائمة حتى يومنا هذا ، لعبادة الإله الأعظم " أنليل " . لم يضف الكشيون شيئاً متميزاً الى حضارة وادي الرافدين ، وإنما اقتبسوا من الحضارات التي كانت سائدة فيه . وقد كانت لهم صلات واسعة مع أقطار الشرق القديم في عصر أخناتون ، فقد وجدت أخبارهم في ألواح تل العمارنة في العراق . 
الآشوريون 
قوم ساميون . . استوطنوا القسم الشمالي من العراق منذ الألف الثالث قبل الميلاد. وكان أمراؤهم يتحينون الفرص للاستقلال بمدنهم عن حكم الدول المسيطرة في جنوب العراق . برزوا كقوة منافسة على مسرح الأحداث في الشرق القديم في بدايات الألف الأول ق. م ، حين استطاع ملكهم " أداد نيراري الثاني " أن يخضع الأقاليـــم المجاورة ، ويتحالف مع بابل ، وبه بدأت الفتوحات الآشورية التي أسست صرح أعظم إمبراطورية في التاريخ القديم ، ضمن أقطار الشرق القديم . وابتداء من زمن حكم هذا ا الملك ، أرخ الآشوريون أخبـارهـم بالطريقـة المعروفـــة باسم " اللمو " ، وهي إعطاء تأريخ كل سنة يحكم فيها موظف كبير ، ابتداء من اعتلاء الملك العرش . من أشهر ملوكهم : 


آشور ناصر بال الثاني : 884-858 ق. م. 

الامبراطورية الاشورية 
سنحاريب : 705-681 ق. م. آشور بانيبال :669-629 ق.م. 


الكلدانيون 
626-539 ق. م. في عام 612 ق . م . . سقطت مدينة نينوى بيد الأمير الكلداني " نبو بلاصر" ، بعد أن حاصرها ، ودك حصونها . . فأحرق آخر ملوكها " سن شر أشكن " نفسه في قصره . . وهكذا انتهى النفوذ السياسي والعسكرى للآشوريين ، وبدأت صفحة جديدة من تأريخ العراق القديم حمل فيها الكلدانيون مشعل الحضارة في وادي الرافدين . أشهر ملوك الكلدانيين " نبوخذ نصر " . . حكم 43 سنة ، قضاها في تعمير بابل . . . ولعل أعظم أعماله العمرانية ، وأوسعها شهرة ، الجنائن المعلقة التي عرفت في التاريخ بكونها إحدى عجائب الدنيا السبع . . وهي قصر عجيب بناه نبوخذ نصر لزوجته " أمانيس " بنت " استياكس " . . ولأنها من سكنة الجبال ، فقد أراد نبوخذ نصر أن يوفر لها مناخاً شبيهاً بمناخ المناطق الجبلية ، فبنى قصرها هذا من عدة طوابق . . وكل طابق فيه مكسو بالحدائق والأشجار . . سحب المياه لسقيها بطرق غاية في البراعة والإبداع . ومن الإبداعات العمرانية التي زخرت بها مدينة بابل (باب عشتار) ، المحفوظة الآن في متحف برلين . وقد زينت بآجر مزجج وملون بالوان زاهية . . تبرز على جدرانها تماثيل جدارية تمثل الأسد والثور والحيوان الخرافي المسمى " مشخشو " وهو رمز الإله مردوك . يبلغ ارتفاع باب عشتار مع أبراجها خمسين متراً . . وعرضها ثمانية أمتار ، وهي تؤدي إلى شارع الموكب الذي يبلغ طوله أكثر من مائة متر ، تحيط به - عنجانبيه - الأبراج . لقد شملت أعمال نبوخذ نصر العمرانيـة جميع بلاد بابل مثل فتح الترع وبناء السدود . . ولكونه مصلحاً دينياً فقد نشر الثقافة البابلية في جميع أرجاء المنطقة . وبعد وفاة نبوخذ نصر سنة (562 ق.م. ) .. اعتلى عرش بابل ملوك ضعفاء ، لم يقدموا للحضارة شيئاً يذكر ، ولا استطاعوا المحافظة على ما تركه السابقون ... وفي عام (539 ق.م.) ، استطاع كورش - ملك بلاد فارس - بمساعدة اليهود غزو مدينة بابل .